الاثنين، 2 يناير 2012

الطاقم الذي أهلك السابقون .. ثقة أم اضطرار؟!

الربان هو أحد رجال الطاقم البحري وله صفة تميزه عن العاملين الآخرين على ظهر السفينة، فهو القائد للسفينة ويرأس بقية أفراد الطاقم وهو ممثل السلطة العامة أثناء الرحلة بنص القانون والمسئول الأول والأخير عن سلامة السفينة ويعينة على أداء عملة طاقمه المساعد.
فإذا وجد من بين الطاقم المساعد للربان أفراد مخربين اعتادوا على التخريب قاصدين منفعتهم الشخصية فقط، خاصةً وإن كان لهم سابقة في هلاك السابقون، السؤال هل يُبقى هذا الربان على هؤلاء المفسدين؟!
فلو تركهم وما أرادوا لهلك وهلكت السفينة لأنهم رأس الداء وأس البلاء، من هنا تبرز أهمية النظرة الشمولية والتعلم من أخطاء السابقين في إنجاح العمل وتحقيق الأهداف، وهكذا فإن المؤسسات تواصل مسيرتها ونجاحها بالتخطيط الجيد والتنظيم الملائم والتوجيه الرشيد والأهم بالرقابة والتطهير من المفسدين، فالتسلط والانعزال يعيق مسيرتها وربما يعرقلها ويوقفها تماماً إذا لم تجد من يخرج من انعزاله ليوقف هؤلاء الفسدة عند حدهم ، فالشخص الذي توكل إليه مسؤولية معينة في أي مؤسسة لابد أن يخضع للتقييم ويتلوه التصحيح والتقويم، فالأخطاء التي تصدر منه لا تنسب إليه فقط، وإنما تنسب إلى الموقع الذي يمثله ولا يقبل على الإطلاق أن يقال دعه يتحمل مسؤولية نفسه وهذا دليل نجاحه أو فشله، و إنما نستطيع القول بأنه لا بد أن يكون هناك حد أعلى وحد أدنى يستطيع التحرك فيما بينهما دون تجاوز والا فالإقصاء أمر لابد منه.
ويبقى السؤال قائماً لماذا يبقي الربان على المخربين إلى الآن؟

لابد وأنه عقل السلطة الذي لا يرى أبعد من أنفة ولا يفهم بأن للآخرين حقوقاً توجب عليه ضرورة السماع للجميع حتى وإن كانوا من وجهة نظرة صغاراً، ويعلمنا التاريخ أن القائد الذي يقبع في السلطة لا يرى ما يحدث حوله أي أنه ينقطع عن التواصل بل وأنه قد يفقد الرغبة في التعلم ويرى من حولة ضمن عقلة المستبد، وما يعنينا هو هل سيستمر هذا الحال كثيراً؟
والأكيد أنه حتى تستقيم الأمور يجب على الربان الشريف أن يطهر طاقمه من جميع المخربين الذين لا يرمون إلا لمصلحتهم الشخصية وأن يتعلم من أخطاء السابقين فهم ليسوا موضع ثقة كما أنه غير مضطر للإبقاء عليهم أو البقاء في منصبه.

محمد الملاح